كتبت الدكتورة نادية حلمي أنّ مصر أكدت دعمها القوي لمبادرات التنمية والأمن العالمية التي تقودها الصين، وذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في قمة "منظمة شنجهاي للتعاون بلس" في مدينة تيانجين عام 2025، ممثلاً عن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي. والتقى مدبولي بكاي شي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني وأمين أمانة اللجنة المركزية، حيث شدّد على تأييد القاهرة لروح المنظمة بقيادة بكين.

أوضح تقرير مودرن بوليسي أنّ رئيس الوزراء المصري عرض أمام كبار المسؤولين الصينيين نجاح المبادرات التنموية العالمية التي أطلقتها بكين، وربطها بالتجربة الصينية في مكافحة الفقر، ثم أشار إلى التجربة المصرية في معالجة الفقر عبر إزالة المناطق العشوائية غير الآمنة وإطلاق مبادرة "حياة كريمة" لتطوير الريف، إلى جانب مشروعات قومية أخرى.

أكّد قادة دول المنظمة خلال القمة المقبلة في تيانجين أنّ التعاون سيتركز حول التنمية المبتكرة والمتوازنة والخضراء، والانفتاح والمشاركة، مع تعزيز مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة والتنمية البيئية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية. وتبرز مصر شريكاً أساسياً للصين في هذه المجالات عبر مشاريع تنموية مشتركة تؤكد أهمية المبادرة بالنسبة للطرفين.

أطلق الرئيس الصيني شي جين بينج مبادرة "التنمية العالمية" عام 2021 بهدف إعادة توجيه مسار التنمية الدولية نحو مرحلة أكثر توازناً وشمولاً، ومعالجة الصدمات العالمية، وبناء شراكات عادلة ومتوازنة بين الدول، إضافة إلى تحقيق التكامل بين الجهود متعددة الأطراف لتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

تحرص الحكومة المصرية على تعزيز التعاون بين دول الجنوب وتبادل الخبرات مع الاقتصادات الصاعدة والبلدان النامية. وفي هذا السياق أعادت وزارة التعاون الدولي إطلاق "أكاديمية التعاون جنوب-جنوب" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما نظمت جلسات وورش عمل لتفعيل آليات هذا التعاون ضمن منتدى مصر للتعاون الدولي وتمويل التنمية. وجرى تنظيم جلسة رفيعة المستوى بالتنسيق مع وكالة "نيباد" خلال اجتماعات البنك الإفريقي للتنمية، بمشاركة أكثر من 50 من قادة المؤسسات الدولية وشركاء التنمية، لمناقشة سبل تعميق التعاون بين دول الجنوب.

يدعم موقف الحكومة الحالية الرؤية التي يتبناها عبد الفتاح السيسي وشي جين بينج بضرورة مواءمة استراتيجيات التنمية العالمية مع أولويات كل دولة واحتياجاتها الوطنية، إضافة إلى تأكيد أهمية العدالة المالية سواء في مجال تمويل التنمية عامة أو تمويل المناخ على وجه الخصوص، بما يعزز قدرة الدول النامية والصاعدة على تنفيذ خططها الطموحة والانخراط في المبادرة العالمية للتنمية.

يرسخ دعم السيسي الكامل لمبادرة الصين في دول الجنوب دور التعاون بين هذه الدول في دفع أهداف التنمية العالمية، بالتوازي مع المبادرة الصينية الشاملة للتنمية، بما يسهم في تعافي الاقتصاد العالمي وابتكار نماذج تنموية ناجحة مستندة إلى خبرات الدول النامية.

تبلغ محفظة التعاون التنموي بين مصر والصين نحو 1.7 مليار دولار، تشمل مشروعات في مجالات الكهرباء والصحة والتعليم والتدريب المهني وقطاعات تنموية متعددة أخرى.

وتسعى القاهرة من خلال هذا التعاون إلى توسيع شراكاتها مع دول منظمة شنجهاي تحت القيادة الصينية، خصوصاً في الملفات الدولية الكبرى مثل إصلاح النظام العالمي، ومكافحة ازدواجية المعايير، وترسيخ العدالة والتنمية المشتركة، بما يعزز "روح شنجهاي" ويكرس مكانة المبادرات العالمية التي تدعمها بكين.

https://moderndiplomacy.eu/2025/09/01/egypts-support-for-implementing-chinas-global-development-initiative/